لا شك ولا ريب أن الوالدين أهم الأفراد وأحبهم لكل
انسان، لأن سبب وجود الإنسان هو الوالدين، رضا الله من رضا الوالدين. الأبناء هم ذخر
لآبائهم وسند لهم في كبرهم وهم سبب دخول الفرحة والبهجة للآباء، وكلما كان الأبوين
حريصين على تربية أبنائهم تربية حسنة كلما زاد ذلك من جعل الأبناء أكثر نجاحا في حياتهم
ومستقبلهم.
فعندما يكون الابن صالحا وناجحا، يشعر الأهل بالفخر والفرح
وأن تعبهم لم يذهب بلا فائدة، أما إذا كان الابن غير ناجح في حياته وفاشل فإن ذلك يجعل
الأبوين يشعران بالخجل والإحراج بين الناس من تصرفات ابنهم، ويشعر الوالدين أيضا بخيبة
الأمل وعدم التفاؤل، لذلك يجب أن لا يتهاون الأبوين في تربية ابنائهم تربية سليمة وحسنة
حتى يكبر ويصبح ناجح في حياته وينفع نفسه وينفع أهله أيضا بالخير دائما.
فالطفل وهو صغير لا يدرك ما يفعله الأبوين كي يجعلوه يكبر
بصحة وعافية ويوفروا له كل شيء يحتاجه، ولكن عندما يكبر يقدر لهما ذلك ويساعدهم في
كبرهم وعند مرضهم. وواجبات الآباء نحو الأبناء كثيرة ومتعددة، فالأبناء أمانة في عنق
الآباء يجب المحافظة عليها، كي لا يحاسب الله الآباء على تقصيرهم في تربية أولادهم.
واجبات الأبناء تجاه الوالدين منها:
اولا، الإحسان إلى الوالدين وبرهما وعدم رفع الصوت بحضرتهما:
حيث أمر الله سبحانه وتعالى الأبناء عموما في آيات كثيرة ببر الوالدين، ووجوب طاعتهما،
والإحسان إليهما.
ثانيا، الإنفاق على الوالدين: حيث إن من حق الوالدين على
أولادهم أن ينفقوا عليهما إذا احتاجا إلى النفقة وكان أبناؤهما قادرين، ويعتبر ذلك
من أعظم البر بهما، وأفضل الطرق لشكرهما.
ثالثا، طاعة الوالدين وحرمة عقوقهما: فإن بر الوالدين
يقتضي إطاعتهما بالمعروف وفق ما تقتضي الشريعة وتأمر؛ فإذا أمر الوالد ولده بأمر معين
مشروع وجب عليه المبادرة فورا إلى ذلك من غير تمهل أو انتظار، أو تردد، أو تأفف، فإن
كان عنده مانع شرعي أو حسي يمنعه من تنفيذ أمر والده أو والدته حالا اعتذر إليهما بلباقة،
وذكر لهما انشغاله وعدم تمكنه من تلبية ما طلبا في الوقت الحالي.
رابعا، الدعاء
للوالدين: من أهم حقوق الوالدين على أولادهما الدعاء لهما في كل وقت خلال حياتهما وبعد
وفاتهما، ومهما اجتهد الأبناء في بر الآباء والإحسان إليهما فلن يُؤدياهما جزء من حقوقهما،
وشكر فضلهما. ( اللهم اغفرلى ذنوبى ولوالدي وارحم هما كما ربيانى صغيرا).
بر الوالدين أقصى درجات الإحسان إليهما. فيدخل فيه جميع
ما يحب من الرعاية والعناية، وقد أكد الله الأمر باكرام الوالدين حتى قرن تعالى الأمر
بالإحسان إليهما بعبادته التي هي توحيده والبراءة عن الشرك اهتماما به وتعظيما له.
وخلاصة القول على الأبناء أن يؤدوا الواجبات نحو الأمهات والآباء تأدية تامة لنيل
السعادة في الدنيا والاخرة.